بعض النباتات قد لا تستطيع التكيف بسرعة مع التغيرات المناخية مستقبلا

كشفت دراسة حديثة كيفية تطوير نباتات كثيرة لصفاتها كي تتحمل درجات التجمد في الأجواء شديدة البرودة، وأوضحت أن التغيرات المناخية التي تسبب بها الإنسان يمكن أن تشكل تهديدا أكبر مما يُعتقد على النباتات على مستوى العالم. وقد ظهرت الدراسة يوم الأحد 22 ديسمبر/كانون الأول في جريدة Nature، وتوضح كيفية تطوير النباتات آليات داخلية مكّنتها من التكيف مع انخفاض درجات الحرارة. ويقول العلماء إن البرودة تمثل تحديا بالنسبة للنبات إذ أن أنسجتها يمكن أن تتلف، ويمكن لقنوات المياه بين الجذور والأوراق أن تغلق بفعل فقاعات الهواء الناتجة عن عمليات التجمد والذوبان، ولذلك فمع انتقال النبات إلى الأجواء الباردة عليه أن يجد طريقة للتكيف مع الظروف الجديدة.

 وأجرى العلماء أبحاثا للتوصل لهذه الآليات وكوّنوا قاعدة بيانات ضمت 49064 نوعا من النبات، ومع جمع البيانات استطاع العلماء الربط بين المتغيرات التي حدثت للنباتات والتغيرات الجغرافية، ووصلوا إلى أن تطور مقاومة البرد أخذ ثلاثة أوجه، حيث تخلّصت بعض النباتات من الأوراق وأغلقت القنوات التي تنقل الماء بين الجذور والأوراق، وطوّرت قنوات أخرى أصغر للتقليل من مخاطر فقاعات الهواء، أو أنها تتجنب البرد تماما كما في حالة الأعشاب التي فقدت الجذع فوق سطح الأرض والأوراق، أو أنها تحفظ نفسها تحت سطح الأرض مثل نباتات التيوليب والبطاطس.

 

ويقول العلماء إن انخفاض درجات الحرارة حتى درجة التجمد لم يؤثر على العالم بعد بشكل كامل، وهناك مناطق محددة فقط صارت أكثر برودة، وقد استطاعت نباتات التكيف مع ذلك ولم تستطع أخرى لعدم وجود سمات وراثية لديها تمكنها من ذلك، إلا أنه مع التغير المناخي المستقبلي الذي تسبب فيه الإنسان ستتأثر كل المناطق بالبرودة خلال فترة قصيرة من الوقت، وعلى النباتات والكائنات الحية التي ترغب في البقاء الإسراع في التكيف مع التغيير.

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*